HUMAN RIGHTS AND EGALITARIANISM IN ISLAM
Date
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، محمد بن عبد الله، الذي أعلن حقوق الإنسان والمساواة بين البشر منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وبعثه الله تعالى لإنقاذ البشر من عبودية الخلق إلى طاعة وإنقياد لرب الخلق والعالمين، صلوات الله تعالى وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، وعلى كل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:فمما لا شك فيه أن من أهم القضايا الإنسانية والبشرية التي شغلت عقول كثير من الناس منذ القديم إلى عصرنا الحاضر، ونالت حظا وافرا من إهتمامهم وسعيهم هو: تقرير حقوق الإنسان وتقرير المساواة بين البشر. والإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا قد قرر هذا المبدأ العظيم، وسبق كل الدعوات القائمة اليوم في تقرير وتثبيت حقوق الإنسان والمساواة بين جنس البشر، ولقد أعلن رب الإسلام ورب العالمين في كتابه المجيد قوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[سورة الحجرات الآية 13]. وقوله تعالى: فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[سورة الروم الآية 38]. وهذا تقرير حق المال للأقرباء والمساكين ولجميع المحتاجين من الناس، يقول الأستاذ سيد قطب في هذه الآية: "وهو – أي الله تعالى – يوجه أصحاب المال الذين إختارهم ليكونوا أمناء عليه إلى خير الطرق للتنمية والفلاح. وهي إيتاء ذي القربى والمسكين وابن السبيل، والإنفاق بصفة عامة في سبيل الله". فالإسلام منذ ما يقارب خمسة عشر قرنا قد سبق جميع الدعوات والشعارات القائمة اليوم التي تطالب بحقوق الإنسان، حيث قد قرر الإسلام بالوحي من الله تعالى – بكلتي جانبيه: الوحي القرآني والوحي السني – قرر حقوق متعددًا للإنسان، حقوقا ناتجة من تكريم الإسلام للإنسان منذ الأصل، قال الله تعالى في القرآن العظيم:وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً[سورة الإسراء الآية 70]. فهذه الآية فيها إعلان واضح عن تكريم الإنسان في الإسلام وتفضيله على كثير من الخلق، مما يوجب له حقوقا كثيرة ومتعدد الجوانب. وكذلك أثبت الإسلام مبدأ المساواة بين البشر جميعا حيث أعلن نبي الإسلام محمد بن عبد الله هذا المبدأ في قوله المشهور:{لا فضل لعربي على أعجمي إلا بتقوى الله}(3) فلا فضل لعربي ولا لأوربي على أعجمي إلا بتقوى الله وعمل صالح. فهذا الإقرار لحقوق الإنسان والمساواة بين البشر في الإسلام ظهر واضحا من خلال نصوص الكتاب والسنة وتعامل نبي الإسلام محمد مع كافة الناس في سيرته وشمائله العطرة.