Unity of the Islamic Ummah and its Role on Combating Insurgency and Terrorism
Date
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله رب العالمين، له الملك وله الأمر، وهو على كل شيئ قدير، أمر الـمسلمين بوحدة الصف وبالإعتصام بـحبله جميعًا، ونـهى عن الفرقة والتنازع، وذلك لتحقيق وحدة الأمة وقوتها وكيانها، قال تعالى: ]وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ[ [الأنفال: 46]، والصلاة والسلام على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)، المبعوث رحمةً وهدًى للعالمين، بعثه الله تعالى لتوحيد الأمة تحت كلمة التوحيد: (لا إله إلّا الله، محمد رسول الله)، فأمر بوحدة صف الأمة وحثّ عليها، ونهى عن الفرقة وحذّر عنها وعن اتباع السبل المتفرقة والبدع والمحدثات، فصلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله الطيِّبين الطاهرين وأصحابه الكرام البررة، وعلى كل من سلك سبيلهم واكتفى بسنتهم وترك الابتداع والتفرق، واتبعهم بإحسان إلى يوم البعث والجزاء. أما بعد: فهذه الورقة بـمعنوان:"وحدة الصف في الإسلام ودورها في مكافحة التطرف والإرهاب" القصد منه: إيراد عدد من نصوص القرآن الكريم والآحاديث النبوية الشريفة الواردة في الأمر بوحدة الصف ولزوم الجماعة، وتحذير المسلمين عن الافتراق، وذلك تنبيهًا لهم علي وجوب وضرورة توحيد الصف ولزوم الجماعة على الأمة الإسلامية. ولقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تأمر الأمة الإسلامية بوحدة الصف ولزوم الجماعة، والجماعة المقصودة هي القائمة على العمل والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) على وفق فهم ومنهج السلف الصالح لهذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم، وقد قام هؤلاء السلف بـبــيان وتوضيح والتطبيق لتلك النصوص حق القيام، فيجب على من جاء بعدهم مدارستها واقتداء بهم في العمل بـها والتمسك بـها. والحديث في هذا الموضوع أمر مهم وضروري، وخاصة في الوقت الحاضر الذى كان التفرق بين الأمة المسلمة وعدم توحيد الصف على كتاب الله تعالى وسنة رسوله سبّبّ وما زال يسبّب زعزعة الأمن، وكان يؤدّى غالبًا إلى حدوث التطرف والإرهاب في الدين والمجتمع، كما كان يؤدّى إلى تسلط الأعداء على الأمة وتجمّع الأعداء عليها، من كل حدبٍ ينسلون، وفي كل أمور هذه الحياة يترصّدون لها، وحصل لها الهوان بعد العز والذل بعد الرفعة، ووقع بـها ما قد أخبر به النبيُّ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في قوله: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها". قال: قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ ؟ قال: " أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن ". (ولا حول ولا قوةً إلّا بالله العلي العظيم). ولمعالجة هذا الموضوع تناولته الورقة في أربعة محاور على نحو ما يلي:
- الـمحور الأول: إيراد بعض من نصوص الكتاب والسنة في الأمر بوحدة الصف ولزوم الجماعة.
- الـمحور الثاني: عناية السلف الصالح بما يحقق وحدة صف الأمة الإسلامية.
- الـمحور الثالث: ذكر بعض من الأسباب المؤدية إلى وحدة صف الأمة المسلمة.
- الـمحور الرابع: ذكر بعض من آثار وحدة الصف على الفرد والمجتمع.ثم الخاتـمة.